أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كعب.
سيف الله المسلول على المشركين، قائد المجاهدين القرشي المخزومي المكي.
توفي رضي الله عنه في رمضان 21هـ
لــه مــن الأولاد:
أربعــة ذكــور وهــم:
سليمان بن خالد بن الوليد
والـوليــد بن خالد بن الوليد
ومهــاجر بن خالد بن الوليد
وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد
وأم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها:
هي ابنة عم خالد بن الوليد رضي الله عنه، فهي هند بنت سهيل بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وخالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
أسلم سنة سبع للهجرة، وذلك بعد فتح خيبر وقيل
قبلها، وبعد مبايعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد غزوة مؤتة مع زيد
بن حارثة، فلما استشهد الأمير الثالث وهو عبد الله بن رواحة أخذ الراية من
غير إمرة ففتح له.
وكان من كتبة رسائل النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال ابن القيم:
"فقد ذكر أهل السيرة أسماء الصحابة الذين كانوا يكتبون الوحي أو الرسائل للرسول صلى الله عليه وسلم وهم:
أبــــو بكـــر الصديـــق
وعمــــر بـن الخطـاب
وعثــمـان بـن عفــان
وعلي بن أبي طالب
والــزبيـر بـن العـــوام
وعامــر بـــن فهيـــرة
وعمـــرو بــن العـاص
وأبـــــي بـــن كعـــب
وعبــد الله بن الأرقم
وثابت بن قيس بن شماس
وحنظلة بن الربيع الأسيدي
والمغيرة بن شعبة
وعبد الله بن رواحة
وخالــد بــن الوليد
وخالد بن سعيد بن العاص
وقيل: إنه أول من كتب له ومعاويــة ابن أبي سفيان وزيد بن ثابت وكان ألزمهم لهذا الشأن وأخصهم به. (زاد المعاد 1 / 117)
وأخرج الترمذي بسند رجاله ثقات كما قال الحافظ ابن حجر:
عن أبي هريرة قال: "نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاً، فجعل الناس يمرون فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم « من هذا؟ »
فأقول: فلان
حتى مر خالد
فقال: « من هذا؟ »
قلت: خالد بن الوليد
فقال: «نِعْمَ عبد الله هذا سيف من سيوف الله»
وروى الطبراني في الكبير، وابن سعد في الطبقات، والحاكم في المستدرك
وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعًا:
« لا تؤذوا خالدًا فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار »
روى ابن حجر المطالب العالية 4/277
« لا تسبوا خالداً فإنه من سيوف الله – عز وجل - سله الله – تعالى –-على الكفار » إسناده صحيح
وروى ابن حجر المطالب العالية 4/277، قال خالد بن الوليد رضي الله عنه:
"لقد منعني كثيراً من القراءة الجهاد في سبيل الله – تعالى". صحيح
وفي صحيح البخاري عن قيس بن أبي حازم عن خالد بن الوليد قال:
"لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما صبرت معي إلا صفيحة يمانية"
وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة فأبلى فيها وشهد حنينًا
والطائف، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العزى فهدمها، وبعثه
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر دومة فأُسر، فأتوه به فحقن دمه
وصالحه على الجزية، وأرسله أبو بكر، إلى قتال أهل الردة، فأبلي في قتالهم
بلاءً عظيمًا، ثم ولاَّه حرب، فارس والروم، فأثر فيهم تأثيرًا شديدًا وفتح
دمشق.
روى ابن حجر في الإصابة 1/414: عن خيثمة قال:
"أتى خالد بن الوليد رجل معه زِق خمرٍ فقال: "اللهم اجعله عسلاً، فصار عسلاً". إسناده صحيح
وفي كتاب الجهاد لابن المبارك عن أبي وائل قال:
"لما حضرت خالدًا الوفاة، قال: "لقد طلبت القتل مظانه، فلم يقدر لي،
إلا أن أموت على فراشي، وما من عملي شيء أرجى عندي، بعد لا إله إلا الله،
من ليلة بتها وأنا متترس، والسماء تهلني تمطر، إلى صبح حتى نغير على
الكفار"
ثم قال: "إذا أنا مت فانظروا في سلاحي وفرسي، فاجعلوه عدة في سبيل الله"
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
"بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة، فقيل: "منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس عم رسول الله وفيه: وأما خالد فإنكم تظلمون خالدًا، قد احتبس أدرعه وأعتاده في سبيل الله"
نقل ابن القيم في الجواب الكافي 130، عن خالد بن الوليد أنه وجد في بعض
ضواحي العرب رجلاً ينكح، كما تنكح المرأة، فكتب فيه إلى أبي بكر الصديق
رضي الله عنه، فاستشار أبو بكر الصديق الصحابة رضي الله عنهم، فكان علي بن
أبي طالب أشدهم قولاً فيه، فقال: "ما فعل هذا إلا أمة من الأمم واحدة، وقد
علمتم ما فعل الله بها، أرى أن يحرق بالنار"
فكتب أبو بكر إلى خالد فحرقه.
وروى ابن حجر الإصابة 3/272 عن قيس قال:
"أمّنا خالد بن الوليد يوم اليرموك في ثوب واحد وخلفه الصحابة" إسناده صحيح
وعند ابن ماجه: "أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلبن وعن يمينه ابن
عباس وعن يساره خالد بن الوليد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن
عباس: « أتأذن لي أن أسقي خالداً » قال ابن عباس: ما أحب أن أوثر بسؤر رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي أحداً فأخذ ابن عباس فشرب وشرب خالد".
حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه 2766
وتنازع خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما في أمرٍ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد:
« لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه »
وهومن الأدلة على أن الصحابة رضوان الله عليهم، مراتبهم وفضائلهم عامة وخاصة.
فهم أفضل من غيرهم على سبيل الإطلاق والعموم في المرتبة والفضل،
لايُساميهم ولايجاريهم أحد ألبتّة، ويكون للواحد منهم، فضيلة ومنقبة وخصلة
خاصة، هو أفضل من أخيه الآخر فيها، وللآخر منهم فضيلة ومنقبة وخصلة خاصة،
هو أفضل من أخيه الآخر فيها.
وجاء في صحيح البخاري مايلي:بعث النبي صلى الله عليه وسلم: خالد بن
الوليد إلى بني جذيمة، فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا، فقالوا:
صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره،
فأمر كل رجل منا أن يقتل أسيره.
فقلت: والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره، فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:
« اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد مرتين »
ويتضح من هذا الحديث أمور:
1- أن الصحابي غير معصوم
2- خالد بن الوليد قرشي وكانت قريش يقولون لكل من أسلم صبأ، حتى اشتهرت
هذه اللفظة وصاروا يطلقونها في مقام الذم، ومن ثم لما أسلم ثمامة ابن أثال
وقدم مكة معتمراً قالوا له: صبأت؟
قال: لا بل أسلمت
فلما اشتهرت هذه اللفظة بينهم في موضع أسلمت استعملها هؤلاء.
3- خالد بن الوليد حمل هذه اللفظة على ظاهرها، لأن قولهم صبأنا، أي خرجنا من دين إلى دين، ولم يكتف خالد بذلك حتى يصرحوا، بالإسلام.
4- قال الخطابي: يحتمل أن يكون خالد نقم عليهم العدول عن لفظ الإسلام،
لأنه فهم عنهم أن ذلك وقع منهم على سبيل الأنفة ولم ينقادوا إلى الدين،
فقتلهم متأولاً قولهم.
5- النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تبرأ من فعل خالد ولم يتبرأ من خالد نفسه!
6- النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لم يعزل خالداً عن الإمارة، بل
مازال يؤمرُه ويقدمه، لأن الأمير إذا جرى منه خطأ أو ذنب، أمر بالرجوع عن
ذلك وأُقرّ على ولايته، ولم يكن خالد معانداً للنبي صلى الله عليه وسلم بل
كان مطيعاً له، ولكن لم يكن في الفقه والدين بمنزلة غيره، فخفي عليه حكم
هذه القضية.
7- لا يؤاخذ المسلم بخطئه حتى تقوم عليه الحجة وتزول عنه الشُبهة.
8- براءة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يدل على خوفه من المؤاخذة وعظيم تقواه.
وأما أمره بقتل مالك بن نويرة في حروب المرتدين، فإن مالك بن نويرة
مانع للزكاة ومنكر لوجوبها، فقد قال له خالد بن الوليد وهو أسير بين يديه:
"ألم تعلم أنها قرينة الصلاة؟
فقال: مالك بن نويرة: إن صاحبكم كان يزعم ذلك!!
فقال: أهو صاحبنا وليس بصاحبك؟؟ فأمر بضرب عنقه، فضربت عنقه"
وقيل: إن خالداً لما أسره ومن كان معه في ليلة باردة، فنادى مناديه، أن
ادفئوا أسراكم، فظن القوم أنه أراد القتل فقتلوهم، وقتل ضرار بن الأزور
مالك بن نويرة، فلما سمع الداعية خرج وقد فرغوا منهم فقال: "إذا أراد الله
أمراً أصابه"
وهذا كله إما بحقٍ أو بتأويل، وإذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر واحد وذنبه مغفور.
وأمّا أنه تزوج بامرأة مالك بن نويرة فهذا لايصح إسناده منقطع ابن حجر الإصابة 3/357.
يقول الذهبي رحمه الله:
"فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع بينهم، وجهاد محّاء، وعبادة ممحّصة، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندعي فيهم العصمة".
******