أعلن دييغو مارادونا التحدي من
مونتفيديو عندما شن هجوماً حاداً على منتقديه, وذلك بعد دقائق من انتهاء
احتفالاته مع لاعبي المنتخب الأرجنتيني بانتزاع آخر مراكز التأهل المباشر
عن قارة أمريكا الجنوبية إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا
العام المقبل.
وضمن الفوز بهدف نظيف على
أوروغواي على ملعبها في الجولة الأخيرة من التصفيات للأرجنتين اللحاق
مباشرة بركب المتأهلين إلى كأس العالم وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع أن
يكون مارادونا سعيداً بتحقيق آماله بعد مشوار صعب، فوجئ به الجميع يصب جام
غضبه في كل الاتجاهات وبألفاظ يعاقب عليها القانون.
وقال المدير
الفني الأرجنتيني في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة "أنا لدي ذاكرة،
لمن لم يكونوا مصدّقين، لمن لم يصدقوا... مع الاعتذار للآخرين، فليذهبوا
إلى الجحيم. أنا أكون إما أبيض أو أسود، لن أكون رمادياً في حياتي. الآن
بدأت قصة أخرى".
وأضاف مارادونا "إلى من عاملوني كالقمامة، اليوم
نحن في كأس العالم، داخلِه، دون مساعدة من أحد وبكل فخر. فزنا على فريق
عظيم كأوروغواي، لعب كل أفراده في كل لحظة كالرجال".
وأهدى المدير
الفني الفوز فقط "لمواطني الأرجنتين الذين عبروا النهر (لابلاتا) وكانوا
هناك إلى جوار المنتخب"، علماً أن ما يقارب نصف التذاكر التي قدمتها
أوروغواي لجماهير الأرجنتين والبالغ عددها ثلاثة آلاف متفرج لم تبع, بسبب
فقدان الأمل في المنتخب.
ومن المؤكّد أن الثقة في كتيبة
التانغو قد تراجعت بشكل كبير عندما زادت احتمالات عدم تأهل الفريق إلى كأس
العالم. وكانت الرسائل الإذاعية واستطلاعات الرأي بمواقع الإنترنت تطلب
بإبعاد مارادونا، ليبدأ صراع غريب بين عشق لن ينتهي لمارادونا اللاعب،
أفضل لاعبي الكرة على مر العصور، ومارادونا المدرب الذي يواجه دوماً
الانتقادات.
وأكّد المدير الفني "جئت إلى هذا المنصب من أجل قيادة
هذه المجموعة إلى الأمام، وهذه المجموعة قدرتني كمدير فني. إنني أتوجه
بالشكر للاعبين وللشعب الأرجنتيني"، دون أن يشير إلى مسألة استمراره في
المنصب وهو القرار الذي سيبقى مؤجلاً لحين اجتماعه مع رئيس الاتحاد
الأرجنتيني لكرة القدم خوليو غروندونا.
وأضاف بعد المباراة التي
حسمها هدف ماريو بولاتي قبل النهاية بست دقائق "اليوم رأيتم أن من يجنون
ملايين الأموال قد عرفوا بقميص المنتخب كما لم يفعلوا من قبل، وأنا فخور
للغاية بفريقي".
وتابع "لم أستمتع لأن أوروغواي لديها في الأمام
مهاجمان رائعان يدعيان (دييغو) فورلان و(لويس) سواريز قادران على هز
الشباك في أي لحظة"، متمنيا لأصحاب الأرض التوفيق في مباراتي الملحق
الفاصل أمام كوستاريكا رابع اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي
(كونكاكاف).
كما حرص على التوجّه بكلمة إلى مواطنه مارسيلو بييلسا
المدير الفني لمنتخب تشيلي: "عندما خسرنا أمام باراغواي كانت إحدى
المكالمات الأولى التي تلقيناها كجهاز فني من بييلسا. طلب منا التحلي
بالاطمئنان وهذا ما فعلناه. لذا أودّ أن أشكر مارسيلو على مكالمته، وأن
أهنئه بعودة تشيلي إلى كأس العالم مع مدير فني عظيم".
وسؤل
مارادونا عن العناق الحار الذي جمعه بسكرتير المنتخبات الوطنية
الأرجنتينية كارلوس بيلاردو بعد التأهل، رغم ما أثير مؤخراً حول وجود
خلافات بينهما، لتكون فرصته للعودة لمهاجمة الصحفيين.
وأكد المدير
الفني "فلتبقوا في الجحيم، اخترعتم في كل الأوقات أنني على خلاف مع
بيلاردو. إذا قمتم باتصال هاتفي وقدمتم معلومة خاطئة فتلك مشكلتكم أنتم،
فنحن لم نختلف قط"، قبل أن يضيف "هناك كم هائل من الأشياء التي سنقوم
بحلها الآن بعد أن تأهلنا".
لكن مارادونا أعرب في الوقت
نفسه عن ضيقه للأداء السيئ الذي قدمه الفريق خلال فوزه على بيرو في الجولة
الماضية 2-1 بهدف قاتل للمخضرم مارتين باليرمو في الدقيقة الثالثة من
الوقت بدل الضائع.
وقال مارادونا "بنوعية
اللاعبين الذين تمتلكهم الأرجنتين، لا يمكن القيام بإهداء الكرات إلى
بيرو. لا إلى بيرو ولا لغيرها"، معترفاً بأن لديه العديد من أوجه النقد
الذاتي عليه الاستفادة منها.